الكتاب : فتاوى نور على الدرب.
المؤلف : فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
الباب: ألفاظ و عبارات.
بارك الله فيكم من المنطقة الشرقية السائل عبد الرحمن الرويلي يقول كثير من
الناس يقولون اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه فما
الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا نرى الدعاء هذا بل نرى أنه محرم وأنه أعظم من
قول الرسول عليه الصلاة والسلام (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شيءت اللهم
ارحمني إن شئت) وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء
كما جاء في الحديث (لا يرد القضاء إلا الدعاء) والله
عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء وقاضيا بأن هذا
الرجل يدعو فيرد القضاء والذي يرد القضاء هو الله عز وجل فمثلا
الإنسان المريض هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون
المرض لا بل يقول اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن
يقول يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه خطأ هل الله عز وجل إلا أكرم
الأكرمين وأجود الأجودين وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا بسبب
دعائك فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة وأن الواجب أن نقول اللهم إني
أسألك أن تعافيني أن تشفيني أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك.
*******************************************
الكتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الحديث الثاني: "
لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا
يزيد في العمر إلا البر" رواه الترمذي، وروى أحمد وابن حبان والحاكم عن
ثوبان مثله، وزاد "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" ذكر ذلك الحافظ في
التلخيص وسكت عنه، وهذا يعني أنه حسن، والله أعلم.
ومعنى الحديث -والعلم عند الله- أن
الدعاء من جملة الأسباب التي رتب الله على فعلها مسببات، فهو سبب لجلب النفع ودفع الضر، فالدعاء بحصول الولد مثلاً هو: من جملة الأسباب الأخرى لحصوله، وكذلك بالشفاء والنجاة وغير ذلك.
ومعنى
قوله صلى الله عليه وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء" هو المبالغة، لبيان
عظمة نفعه بين جملة الأسباب المادية الأخرى، حتى كأنه يدفع القضاء المبرم،
أو يقال إن المرء ربما يفعل أفعالاً توجب العقوبة فيوشك أن تقع به فيدعو
الله فيرفعها، فالعقوبة مقدر وقوعها بعدم الدعاء، فلما دعا رفعت فكأن ذلك
بمثابة رد القضاء.
والله أعلم.