1- لو فكرت بشيء من التأمل القليل ... لتحققت
أن مشاهدة المواقع الجنسية تصرف خاطئ ؛ ليس بمنظار الشرع فقط !
بل وفي ميزان العقل أيضاً ... كيف ذاك ؟!
لو لاحظنا بتأمل لوجدنا أن : المشاهد للمواقع الجنسية
يستجلب لنفسه الشهوة الكامنة فوق الشهوة التي دفعته
للمشاهدة !
فيشحن نفسه بالشهوة فوق الشهوة فتزداد وتضطرم !!!!
والتعامل مع الشهوة إنما يكون بإطفائها
لا بزيادتها وتهيججها ! ! ! .
2- مشاهدة المواقع الجنسية تورث القلق والاضطراب والإثم ،
ولك أن تتأمل معي أن : المشاهد لتلك المواقع هو في
الحقيقة لم يحقق الرغبة الجنسية
التي تضطره نفسه إليها برؤيته للمشاهد الجنسية .
فما يغادرها إلا وقد تشبع بالتوتر والاضطراب والضجر ، ولم
يسلم من الإثم والعياذ بالله .
وكان بمقدوره أن يستعين بالله ويعرض عن تلك المشاهدات
الحقيرة ، فيتوقى الخطر من الأصل .
3- أيها العاقل قل لي : ماذا يستفيد الجائع من مشاهدة
أناس يأكلون طعاماً ؟! وكيف الحال و الطعام حرام ؟!
طبق الأمر نفسه على من يقلب نظره في مواقع الرذيلة ،
فإنه لم يصل إلى مناله ولم يحقق مآله ؛ فلم يشبع جوعه
الجنسي بمشاهداته وتقليب النظر ولكنه أشبع رغبة
الشيطان في إغوائه فخرج خسرانا !
4- اسأل نفسك : هل أنت فقط من ركبت في جسده
الشهوة ؟
اسأل نفسك : أليس بإمكان كل شاب وكل رجل وفتاة وامرأة
أن يفعل فعلتك في رؤية مواقع الجنس ؟
اسأل نفسك : ألا يوجد أناس يخافون عقاب الله ويرجون ثوابه
ويراقبونه فيمتنعون عن المشاهدة ؟
والآن اسأل نفسك : هولاء الذين امتنعوا خوفا من الله
وطمعا فيما عنده ... ألا يحملون شهوة مثلك ؟
حسنا ... فاسلك سبيلهم واقتد بهم ، فإنهم لم يتلطخوا
بقاذورات تلك المواقع ، ليس عجزا منهم ولكن لعلمهم أن يوما
آت لامحالة حسابه شاق " وقد خاب من حمل ظلما ".
5- لو سألتك هل تحب الله ؟ لانطبعت الإجابة على شفتيك
بكل بداهة نعم ، بل ربما لمتني على إيراد هدا السؤال
المسلم بإجابته ...
لكن الله يأمرك وينهاك .... يأمرك بغض بصرك
وينهاك عن كل فاحشة وكل طريق يؤدي إليها .
فبرهن على صدق المحبة بطاعة محبوبك.
6- قد تقول لي : نفسي تغلبني والشيطان !
فأقول لك :
ليس لك عذر في اتباع نفسك الأمارة بالسوء
فنحن مأمورون بنهي عن النفس عن غيها وليس بطاعتها .
فالنفس الأمارة بالسوء عدو وليس من الشرع ولا من العقل
أن نطيع أعدائنا .
قال الله تعالى " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ
الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
وأما الشيطان – العدو الأول – فلا تخفى عدواته للإنسان
وقد حذرنا الله منه ومن اتباع خطواته وأمرنا بعدم طاعته . في
مواضع كثيرة من القرآن الكريم .
قال تعالى : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو
حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ "
ومنع النفس عن طرق الشر ، وحجزها عن مواقع الرذيلة إنما
هو من إكرامها ، و صدق من قال :
[ من كرمت عليه نفسه هانت علبه رغبته ] .
7- لا تغضب مني ... أليس من يفعل ذلك معرض لأن
يراه من الناس من لا يحب أن يراه ؟
وقد حصل وفُضح أناس وستر الله بستره على البعض ...
فاقلع قبل الندم
فإن الفضيحة قبيحة ..
وعندها سوف تسقط من الأعين
ولن يقبل لك تبرير
وليس مثلها يبرر .
فهل تحب أن تعيش هذا الإحساس المهين
واستحقار أقرب الناس لك ...
بالطبع لا تود ذلك ....
إذن كن أكبر من شهوة تذلك وتمرغ عزتك .
8- أيها العاقل ... قبل كل هذا ..... أعلم أن نظر الله إليك
أسبق من نظرك إلى الخلاعة ، والله أحق وأولى أن يستحى
منه . قال الله تعالى " وهو معكم أينما كنتم "
9- أخي حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا ينبغي تجاوزها إنه الموت
الذي سماه الله في كتابه " اليقين "
فهو يباغت المرء في أي لحظة فاحذر سوء الخاتمة ، فإن
عاقبة السوء وخيمة .
10- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " يبعث كل عبد على
ما مات عليه " رواه مسلم .
فعل تحب أن تموت وتبعث على هذه الخبائث والمشاهد
المخزية ؟!
11- لا تتردد وأنت تفكر في الإقلاع والتوبة ولا تؤجل ولا
تسوف فأنت الرابح .
وثق بأن الله سيعوضك في الدنيا والآخرة خيرا مما تركته
لأجله .
12- شغل الوقت بالمباح والمفيد يضيق مساحة اللامفيد في
حياتك . قال السلف : نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك
بالمعصية فتأمل ...
فاشغل وقتك بالطاعة ومصاحبة الأخيار ، وتزود بالتقى والعمل
النافع والمباح الذي لامعصية فيه .
13- عليك أن تؤمن أن الأمر يحتاج إلى صبر ، وصرف نظر
وانتهاء عن الأمر مستعينا بالله وسوف ينجلي بمشيئة الله ...
اجعل هذه القناعة يقينا واقعا بتطبيقها
[ اصرف نظرك وانته واشغل نفسك بما لا معصية فيه ].
14- ادع الله أن يجنبك الفتن واسأل الله الهداية وتحين أوقات
الإجابة عند السجود ، آخر ساعة من يوم الجمعة ، في جوف
الليل .....
15- وأخيرا ... أخي .. أختي ... التوبة التوبة قبل تصرم الأعمار
وحلول الآجال ، ونعيم الله أعظم من أن تصدنا عنه شهوة
ماجنة أو دنيا فانية .
اللهم تب علينا واعفو عنا بفضلك ورحمتك ... آمين