منتديات الدفاع عن الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى للدفاع عن عقيدة الأمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل
مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Support

 

 مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
عابر سبيل


الديانة :
  • مسلم

الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 153
نقاط التميز نقاط التميز : 27
التقييـــم التقييـــم : 10
العمر العمر : 31
البلد البلد : المغرب
العمل العمل : الجهاد
المزاج المزاج : ممتاز

مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Empty
مُساهمةموضوع: مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة   مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Icon_minitimeالأربعاء أبريل 25, 2012 11:24 am

مختصر الروح لابن القيم
http://www.shamela.ws

السلام عليكم اعجني هذا المختصر الجميل لكتاب الروح الذي الفه ابن القيم رحمه الله فأخرجته لكم من برنامج الشاملة
المختصر يمتاز بأنه في اثني عشر صفحة! وهي زبدة ما في الروح فمن أراد معرفة
الكثير عن الأرواح على عجل هذا المختصر افضل ما يمكنه الاستفادة منه في
ذلك.
قد انتفعت به كثيراً فثمة أمور كثيرة علمتها بعد جهلي بها او شكي بصحتها او
إنكاري لها من هذا المختصر الطيب فجزى الله الشيخ سليمان الخراشي صاحب
المختصر على عمله هذا
تم إعداد هذا الملف آليا في المكتبة الشاملة
الكتاب : مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم
المصدر: صيد الفوائد
المؤلف : سليمان بن صالح الخراشي

مختصر لمسائل كتاب الروح لابن القيم –رحمه الله -
إعداد
سليمان بن صالح الخراشي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فهذا مختصر لطيف للمسائل التي أجاب عنها العلامة ابن القيم ـ
رحمه الله ـ في كتاب ( الروح) مع أجوبتها ، مقتصراً في ذلك على ذكر الجواب
الصحيح. دون التعرض لنقل الخلافيات والأدلة المتشعبة ؛ لكي يسهل استحضارها
لطلاب العلم ، ولعامة المسلمين.
وأسال الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها … وصلى الله على نبينا محمد.
المسألة الأولى : هل تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم أم لا ؟
الجواب : قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه
في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام"
فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن
يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قومٍ
مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ،
ويستبشر به.
ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح
تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال :
زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم
أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في
الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.
المسألة الثانية: وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا ؟
الجواب: الأرواح قسمان :
1- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.

(1/1)

2- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان
منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو
على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً).
وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء. وقال تعالى (
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي
جنتي) أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت.
وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ( أحياء عند ربهم يرزقون) وأنهم
(يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) وأنهم ( يستبشرون بنعمة من الله
وفضل). وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :
أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون.
إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم.
أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً.
المسألة الثالثة: وهي هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا ؟
الجواب: نعم ، تلتقي أرواح الأحياء والأموات ، كما تلتقي أرواح الأحياء قال
تعالى { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي
قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }
.
عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في
المنام، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء
إلى أجسادها.
وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه
فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في
الماضي والمستقبل.
وفي هذا حكايات متواترة.
وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها.
المسألة الرابعة: وهي أن الروح هل تموت أم يموت البدن وحده ؟

(1/2)

الجواب: أن يقال : موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد
بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت بلا شك ، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل
وتصير عدماً محضاً ، فهي لا تموت بهذا الاعتبار ، بل هي باقية بعد خروجها
من البدن في نعيم أو في عذاب.
المسألة الخامسة: كيف تتعارف الأرواح بعد مفارقة الأبدان ؟
الجواب: أنها بعد مفارقتها الجسد تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها ،
فإنها تتأثر ، وتنتقل عن البدن ، كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب
البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب والخبث من
طيب البدن وخبثه.
المسألة السادسة: وهي : أن الروح هل تعاد إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا تعاد؟
الجواب: قد جاء في الحديث الصحيح: قال البراء بن عازب: ( كُنَّا في جنازةٍ
في بقيع الغرقد ، فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد ، وقعدنا حوله
كأنَّ على رؤوسنا الطَّير ، وهو يلحد له ، فقال: " أعوذ بالله من عذاب
القبر" – ثلاث مرات – ثم قال: " إن العبد المؤمن إذا كان في إقبالٍ من
الآخرة ، وانقطاعٍ من الدنيا نزلتْ إليه ملائكةُُ ، كأنَّ وجوههم الشمسُ ،
فيجلسون منه مدَّ البصر ، ثم يجيء ملكُ الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول:
أيتها النفس الطيبة ، أخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان.
... قال: فتخرج تسيلُ كما تسيل القطرةُ مِن فِيِّ السّقاء ، فيأخذها ، فإذا
أخذها لم يَدَعوها في يده طرفةَ عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن
وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحةِ مسكٍ وُجِدَتْ على وجه الأرض.

(1/3)

... قال: فيصعدون بها فلا يَمُرُّونَ بها – يعني على ملأ من الملائكة – إلا
قالوا: ما هذا الروحُ الطَّيِّبُ ؟ فيقولون: فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه
التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ،
فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيّعه مِن كلِّ سماءٍ مٌقَرَّبُوها إلى السماء
التي تليها ، حتى يُنتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى ، فيقول
الله عزّ وجلّ: اكتبوا كتاب عبدي في عِلِّيِّين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني
منها خلقتهم ، وفيها أُعيدهم ، ومنها أُخرجهم تارة أخرى.
... قال: فتُعاد روحُه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له مَن
ربُّك ؟ فيقول : ربي الله ؛ فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام ،
فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعث فيكم ؟ فيقول رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ، فيقولان له: وما عِلْمُك ؟ فيقول: قرأتُ كتابَ الله ، فآمنت
به ، وصدَّقتُ ، فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ،
وافتحوا له باباً من الجنة ؛ قال: فيأتيه من ريحها وطيبها ، ويُفسح له في
قبره مدّ بصره.
... قال: ويأتيه رجلُُ حَسَنُ الوجه ، حَسَنُ الثياب ، طَيِّبُ الرِّيح ،
فيقول: أبشرْ بالذي يسرُّكَ هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له: مَن أنت ؟
فوجهُك الوجه الذي يجيءُ بالخير ، فيقول: أنا عملُك الصَّالح ، فيقول: ربّ
أقمِ السَّاعةَ حتى أرجعَ إلى أهلي ومالي.
... قال: وإن العبدَ الكافرَ إذا كان في إقبالٍ من الدنيا وانقطاعٍ من
الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكةُُ سود الوجه ، معهم المسوح ، فيجلسون
منه مد البصر ، ثم يجيء ملكُ الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس
الخبيثة ، أخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب.

(1/4)

... قال: فتتفرَّق في جسده فينتزعها كما يُنتزع السَفُّود من الصوف المبلول
، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في
تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريحِ جيفةٍ وُجِدَتُ على وجه الأرض ، فيصعدون
بها ، فلا يَمُرُّون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الريح
الخبيث ؟ فيقولون: فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في
الدنيا ، حتى يُنتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح.
... ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: { لا تُفَتَّحُ لَهمْ
أَبْوَابُ السَّماءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجنَّةَ حَتَّى يَلِجُ الْجَمَلُ
فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } (الأعراف: 40) فيقول الله عزّ وجلّ: اكتبوا كتابه
في سِجّين في الأرض السفلى ، فتُطرح روحُه طرحاً ، ثم قرأ: { وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأنَّما خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطفُهُ
الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } (الحج: 31).
فتُعادُ روحُه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له: مَن ربك ؟
فيقول: هاه هاه لا أدري ، فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعِثَ فيكم ؟
فيقول هاه هاه لا أدري ، " سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته " فينادي منادٍ
من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ،
فيأته من حرِّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلفَ فيه أضلاعُه.
ويأتيه رجلُُ قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول: أبشر بالذي
يسؤوك ، هذا يومُك الذي كنت توُعد ، فيقول: مَن أنت ؟ فوجهُك الوجه الذي
يجيء بالشر ، فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: ربِّ لا تقم الساعة ) رواه
الإمام أحمد وأبو داود ، وروى النسائي وابن ماجة أوله ، ورواه أبو عوانة
الإسفراييني في صحيحه.
وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف.

(1/5)

المسألة السابعة: هل عذاب القبر يكون على النفس ؟ أو على البدن ؟ أو على
النفس دون البدن؟ أو على البدن دون النفس ؟ وهل يشارك البدن النفس في
النعيم والعذاب أم لا؟
الجواب: مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ،
وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو
معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب. ثم
إذا كان يوم القيامة أعيدت الأرواح إلى الأجساد ، وقاموا من قبورهم لرب
العالمين.
وعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ، ومن كان مستحقاً له ناله نصيبه من
العذاب سواء قبر أو لم يقبر ، فسواء أكلته السباع أو أحرق حتى صار رماداً
ونُسف في الهواء ، أو صلب ، أو غرق في البحر ، وصل إلى روحه وبدنه من
العذاب ما يصل إلى القبور ، بقدرة الله عز وجل.
المسألة الثامنة: وهي : ما الحكمة في كون عذاب القبر لم يذكر في القرآن مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليحذر ويتقى ؟
الجواب : مجمل ومفصل :
الجواب المجمل: هو أن الله أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيين ،
وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما ، وهما الكتاب والحكمة. قال
تعالى (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة) والكتاب هو القرآن ، والحكمة هي
السنة باتفاق السلف. فما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم يجب تصديقه
والإيمان به.
أما الجواب المفصل : فهو أن عذاب القبر مذكور في القرآن في عدة آيات ؛ منها:
1- قوله تعالى : { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو
أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير
الحق وكنتم عن آياته تستكبرون }
وعذاب الهون هو عذاب القبر ، قبل العذاب العظيم في النار.
2- قوله تعالى عن آل فرعون : { النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } .

(1/6)

المسألة التاسعة : وهي : ما الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور؟
الجواب : مجمل ومفصل
الجواب المجمل : أنه يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره وارتكابهم لمعاصيه.
والجواب المفصل : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن أناس بأنهم يعذبون في القبر ، منهم على سبيل المثال:
النمام.
الذي لا يستبرئ من بوله.
الكذاب .
الزناة.
آكل الربا.
وغيرهم كثير … أعاذنا الله وإياكم من عذاب القبر.
المسألة العاشرة: ما هي الأسباب المنجية من عذاب القبر؟
الجواب : مجمل ومفصل
الجواب المجمل : تجنب تلك الأسباب التي تقتضي عذاب القبر ، ومن أنفعها أن يتوب الإنسان توبة نصوحاً ، ويحاسب نفسه.
الجواب المفصل : ما ورد في أحاديث كثيرة صحيحة ، منها :
1- الرباط في سبيل الله.
2- الشهادة في سبيل الله.
3- قراءة سورة ( تبارك).
4- الموت في ليلة الجمعة أو يومها.
المسألة الحادية عشرة :وهي : أن السؤال في القبر هل هو عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار ، أو يختص بالمسلم والمنافق؟
الجواب : أن السؤال يكون للجميع ، فقد جاء في حديث البراء ـ رضي الله عنه ـ
" فإذا كان كافراً جاءه ملك الموت فجلس عند رأسه .. فذكر الحديث وفيه ـ
ويأتيه ملكان شديدا الانتهار ، فيجلسانه وينتهرانه ، فيقولان : من ربك؟
…الحديث" وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنه يسأل الكفار يوم القيامة ، قال
سبحانه ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) وقال ( فوربك لنسألنهم
أجمعين عما كانوا يعملون) فإذا سئلوا يوم القيامة فكيف لا يسألون في
قبورهم؟
المسألة الثانية عشرة : وهي أن سؤال منكر ونكير هل هو مختص بهذه الأمة أو يكون لها ولغيرها؟
الجواب: والله أعلم ـ أن كل أمة من الأمم تسأل عن نبيها ، وأنهم معذبون في
قبورهم بعد السؤال لهم وإقامة الحجة عليهم ، كما يعذبون في الآخرة بعد
السؤال وإقامة الحجة.
المسألة الثالثة عشرة: وهي أن الأطفال هل يمتحنون في قبورهم؟

(1/7)

الجواب: أنهم لا يمتحنون ، لأن السؤال يكون لمن عقل الرسول والمرسل ،
فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه ، أم لا؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له فكيف
يسأل هذا السؤال؟‍‍
... وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم صلى على
جنازة صبي فسُمع من دعائه: "اللهم قه عذاب القبر" رواه مالك ، فليس المراد
بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل على ترك طاعة أو فعل معصية قطعاً؟ فإن الله لا
يعذب أحداً بلا ذنب عمله ، بل عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل
للميت بسبب غيره ، وإن لم يكن عقوبة على عمل عمله.
... ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه". أي
يتألم بذلك ويتوجع منه لا أنه يعاقب بذنب الحي (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: "السفر قطعة من العذاب" ، فالعذاب أعم من
العقوبة. ولا ريب أن في القبر من الآلام والهموم والحسرات ما قد يسري أثره
إلى الطفل فيتألم به ، فيشرع للمصلي عليه أن يسأل الله تعالى أن يقيه ذلك
العذاب ، والله أعلم.
المسألة الرابعة عشرة: وهي: هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟
الجواب: أن عذاب القبر نوعان:
1- نوع دائم: يدل عليه قوله تعالى: (النار يعرضون عليها غدواً وعشياً) ،
وقوله صلى الله عليه وسلم في الذي يعذب: "فهو يُفعل به ذلك إلى يوم
القيامة" رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة الجريدتين اللتين
وضعهما على قبري من يعذبان: "لعله يُخفف عنهما ما لم ييبسا" فجعل التخفيف
مقيداً بمدة رطوبتها فقط. فالأصل أن عذابهما دائم.
... إلا أنه قد رويت بعض الأحاديث تفيد أن العذاب يخفف عنهم ما بين
النفختين، فإذا قاموا من قبورهم قالوا: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا).
2- نوع يبقى إلى مدة ثم ينقطع ، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم، فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه.
المسألة الخامسة عشرة: وهي: أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة؟

(1/Cool

الجواب: قد اختلف العلماء في هذا اختلافاً كثيراً ، ولكل واحد حجته ، فمنهم
من قال: هي في الجنة ، ومنهم من قال: هي عند باب الجنة ، ومنهم من قال: هي
على أفنية قبورها ، ومنهم من قال: هي مرسلة تذهب حيث شاءت ، ومنهم من قال:
هي عند الله ، ومنهم من قال: أرواح المؤمنين عن يمين آدم – عليه السلام –
وأرواح الكفار عن شماله.
والصواب: أن ( الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها:
أرواح في أعلى علِّيين في الملأ الأعلى وهي أرواحُ الأنبياء صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي- صلى*
الله عليه وسلم - في ليلة الإِسراء.
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواحُ بعض
الشهداء لا جميعهم ، بل من الشهداء من تُحَبسُ روحُه عن دخول الجنة لدَيْن
عليه أو على غيره ، كما في المسند أنَّ رجلاً جاء إلى النبي- صلى الله عليه
وسلم - فقال: يا رسول الله ، ما لي إن قُتلت في سبيل الله ؟ قال " الجنة "
، فلما ولى قال: (( إلاَّ الدَّين ، سارني به جبريلُ آنفاً)).
ومنهم: من يكون محبوساً على باب الجنة كما في الحديث الآخر: (( رأيتُ صاحِبكم محبوساً على باب الجنة)).
ومنهم: من يكون محبوساً في قبره ، كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد ،
فقال الناس: هنيئاً له الجنة ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم - :
((والذي نفسي بيده إن الشَّملة التي غلَّها لتشتعل عليه ناراً في قبره)).
... ومنهم: من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس: (( الشهداءُ على
بارق – نهر بباب الجنة – في قبة خضراء ، يخرج عليهم رزقُهم من الجنة بكرةً
وعشية)) . رواه أحمد . وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – حيث
أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء.

(1/9)

... ومنهم: من يكون محبوساً في الأرض ، لم تَعْلُ روحُه إلى الملأ الأعلى
فإنها كانت رُوحاً سفلية أرضية ، فإنَّ الأنفسَ الأرضيَّةَ لا تجامعُ
الأنفس السماوية ، كما لا تجامعها في الدنيا ، والنفس التي لم تكتسبْ في
الدنيا معرفةَ ربِّها ، ومحبته وذِكْره والأنس به ، والتقرُّب إليه ، بل هي
أرضية سفلية ، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك.
... كما أنَّ النفسَ العلويَّة التي كانت في الدنيا عاكفةً على محبة الله
عزّ وجلّ وذكْره ، والتقرُب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح
العلوية المناسبة لها، فالمرءُ مع مَن أحبَّ في البرزخ ، ويوم القيامة ،
والله تعالى يُزوِّجُ النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويوم المعاد كما تقدَّم
في الحديث ، ويجعل روحه – يعني المؤمن – مع النسيم الطيب ؛ أي الأرواح
الطَّيبة المشاكلة ، فالروحُ بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب
عملها فتكون معهم هناك.
... ومنها: أرواح تكونُ في تنّور الزُّناة والزواني ، وأرواح في نهر الدم
تسبح فيه وتلقم الحجارة ، فليس للأرواح سعيدها وشقيّها مستقر واحد ، بل روح
في أعلى عليين ، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض).
المسألة السادسة عشرة: وهي: هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء ، أم لا؟
الجواب: أنها تنتفع من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.
أحدهما: ما تسبب إليه الميت في حياته.
الثاني: دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج.
... أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد
اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد اختار ابن القيم - رحمه الله – وصول ثواب
ذلك كله للميت. وقال: "الذي أوصل ثواب الحج والصدقة والعتق هو بعينه الذي
يوصل ثواب الصيام والصلاة والقراءة والاعتكاف ، وهو إسلام المهدى إليه ،
وتبرع المهدي وإحسانه" (ص 334).

(1/10)

ثم قال رحمه الله: (( وبالجملة فأفضل ما يُهدى إلى الميت: العتق ، والصدقة ، والاستغفار له ، والدعاء له ، والحج عنه)) " ص 345 ".
المسألة السابعة عشرة: وهي: هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة؟
الجواب: أجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة
مربوبة مُدَبَّرَة. وهذا معلوم بالاضطرار من دينهم ، وقد انطوى عصر
الصحابة والتابعين وتابعيهم وهي القرون المفضلة على ذلك ، من غير اختلاف
بينهم ، حتى نبغت نابغة من أهل الضلال فزعمت أنها قديمة غير مخلوقة!!
المسألة الثامنة عشرة: وهي: تقدم خلق الأرواح على الأجساد أو تأخر خلقها عنها؟
الجواب: قد اختلف العلماء في هذا:
فقال قوم: الأرواح مخلوقة قبل الأجساد.
وقال آخرون: بل الأجساد مخلوقة قبل الأرواح.
والصواب هو القول الثاني: وهو أن الأجساد خُلقت أولاً ، ثم الأرواح ، ودليل
هذا أن الله خلق آدم – عليه السلام – من تراب (ثم) نفخ فيه الروح. قال ابن
القيم – رحمه الله -: "والقرآن والحديث والآثار تدل على أن الله سبحانه
نفخ فيه من روحه بعد خلق جسده" (ص410).
المسألة التاسعة عشرة: وهي: حقيقة النفس.
الجواب: أن هذه من المسائل التي تكلم فيها الناس من سائر الطوائف ، واضطربت
فيها أقوالهم ، وكثر فيها خطؤهم ، وهدى الله أتباع الرسول صلى الله عليه
وسلم وأهل سنته لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى
صراط مستقيم.

(1/11)

... فالصواب أن يقال: بأن الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس،
وهي - أي الروح – جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ، ينفذ في جوهر الأعضاء
ويسري فيها سريان الماء في الورد ، وسريان الدهن في الزيتون ، والنار في
الفحم. فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا
الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء ، وأفادها هذه
الآثار من الحس والحركة الإرادية. وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء
الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار ، فارق الروح البدن ،
وانفصل إلى عالم الأرواح.
المسألة العشرون: وهي: هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران؟
الجواب: أن النفس في القرآن تُطلق على الذات بجملتها ، كقوله تعالى:
(فسلموا على أنفسكم) ، وقوله: (ولا تقتلوا أنفسكم) ، وقوله: (يوم تأت كل
نفس تجادل عن نفسها) ، وقوله: (كل نفس بما كسبت رهينة). وتطلق النفس على
الروح وحدها ، كقوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) ، وقوله: (أخرجوا
أنفسكم). أما (الروح) فلا تُطلق على البدن ، لا بانفراده ولا مع النفس.
فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ بالذات.
المسألة الحادية والعشرون: وهي: هل النفس واحدة أم ثلاث؟
لأن الله يقول: (يا أيتها النفس المطمئنة) ويقول: (ولا أقسم بالنفس
اللوامة) ، ويقول: (إن النفس لأمّارة بالسوء) ، فهي مطمئنة ، ولوامة ،
وأمارة.الجواب: أنها نفس واحدة ، ولكن لها صفات ، فتسمى باعتبار كل صفة
باسم، فتسمى (مطمئنة) باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته ومحبته ، وتُسمى
(لوامة) لأنها تلوم صاحبها على التفريط ، وتُسمى (أمّارة) لأنها تأمره
بالسوء ، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها.
نسأل الله أن يجعل نفوسنا مطمئنة ، وأن يُدخلنا في عباده وفي جنته ، آمين
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
...

(1/12)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسام الحق
المدير العام
المدير العام
حسام الحق


الديانة :
  • مسلم

الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 220
نقاط التميز نقاط التميز : 15
التقييـــم التقييـــم : 17
العمر العمر : 29
البلد البلد : المغرب
العمل العمل : طالب
المزاج المزاج : سعيد بإسلامي

مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة   مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Icon_minitimeالسبت أبريل 28, 2012 9:37 am

جزاك الله خيرا اخي الكريمـ اسكنك الله الجنة انت ومن تحب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sunna.arabepro.com
معاوية بن أبي سفيان
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
معاوية بن أبي سفيان


الديانة :
  • مسلم

الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 107
نقاط التميز نقاط التميز : 2
التقييـــم التقييـــم : 2
العمر العمر : 54
البلد البلد : england
العمل العمل : مجاهد
المزاج المزاج : طيب

مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة   مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة Icon_minitimeالسبت مايو 05, 2012 8:06 am

جزاك الله خيرا اخي الفاضل على الموضوع
أسكنك الله فسيح جنانه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مختصر لمسائل كتاب الروح لإبن القيم في إثني عشر صفحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب فتح الغفار لسنة النبى المختار
» المنقى المفيد من شروح كتاب التوحيد
» كتاب القواعد العربية للشيخ مصطفى سلامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن الاسلام :: الفئة الاسلامية :: عقيدة أهل السنة والجماعة-
انتقل الى: