الحكمة من قتل المرتد
خالد بن علي المشيقح
السؤال
قمت عدة
مرات بدعوة عدد من غير المسلمين إلى الإسلام بحكم عملي معهم في شركة إلا
أنهم كانوا دائما يردون علي بسؤالين لم أستطع الإجابة عنهما وهما:
1- لماذا يقوم المسلمين بقتل المسلم الذي يغير دينه؟
2-
لماذا يمنع المسلمون المبشرين المسيحيين بالدعوة إلى المسيحية في بلدان
المسلمين بينما يقوم المسلمون بالدعوة إلى الإسلام في البلدان المسيحية؟
أرجوا منكم الإفادة وبارك الله فيكم
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
أولاً:
إن من يغير دينه ممن يدخل في الإسلام هذا نادر، ولهذا جاء في حديث هرقل
في صحيح البخاري لما سأل أبا سفيان عن الإسلام وعن النبي - صلى الله عليه
وسلم - هل يزيدون أم ينقصون فقال أبو سفيان: إنهم يزيدون فقال هرقل:
وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، فإذا أسلم الإنسان وحسن إسلامه
فإنه لن يرجع عن دين الإسلام.
ثانياً: أن من يدخل في الإسلام لا يدخل إلا وهو عن اقتناع وعن أحكام الإسلام وما له وما عليه.
ثالثاً: أنه لا يصار إلى هذا القتل إلا بعد أن يستتاب، فإنه يستتاب لمدة، فإن أصر فإنه يُقتَل.
ورابعاً: أنه ترك الدين الصحيح إلى غيره فكانت هذه عقوبته.
وخامساً:
أن القتل ليس خاصاً بدين الإسلام فسائر الأديان موجود فيه هذا وأن من
يغير دينه لكنه حُرفت هذه الأديان، وربما أنها موجودة الآن حتى مع
التحريف، فكل دين فيه أن من غير دينه فعليه عقوبة تصل إلى القتل، هذا ليس
خاصاً بدين الإسلام.
وأما
ما يتعلق بالسؤال الثاني: الإسلام دين الحق يؤمن بجميع الأنبياء أما غير
الإسلام فهو دين باطل، مما يدل على بطلانه أنهم لا يؤمنون بجميع الأنبياء
فهم لا يؤمنون بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فنحن نؤمن بعيسى
وموسى، ولهذا ندعو يباح لنا أما هم ينكرون اليهود والنصارى ينكرون نبينا
محمداً - صلى الله عليه وسلم - فلا يستحقون أن يدعوا إلى أديانهم الباطلة
في بلاد الإسلام؛ لأنهم ينكرون نبيهم، هذا من وجه.
والوجه الثاني أن دين الإسلام هو دين الحق بخلاف أديانهم المحرفة، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين